۲۲ مرداد ۱۳۸۶ - ۱۲:۵۹
کد خبر: ۲۸۴۷۶

قاسم: يريدون المساجد كنائس، وأئمة الجماعة فيها قساوسة!!!

قاسم: يريدون المساجد كنائس، وأئمة الجماعة فيها قساوسة!!!


قضية البلغاريات:

تطالع تفجيرات نيويورك وحادث طائرة لوكربي، وحادث البلغاريات في ليبيا وتقارن فتجد أن المواطن الغربي في الغرب، وعلى المستوى الرسمي في أكثر بلادنا العربية والإسلامية عزيزٌ كريم، وإنسان مُقدّر وله قيمة عالية، أما المواطن العربي والمسلم فهو عندنا وفي الغرب دون ذلك. جعلنا مواطنينا في درجة متأخّرة في القيمة الإنسانية، وفي حقّ المواطنة عن المواطن الغربي إن كنا نعترف لإنساننا بقيمة إنسانية.

كان من أجل هيبة أمريكا والإنسان الغربي أن ألغت أحداث نيويورك قوانين وشرّعت قوانين، وجعلت الأمريكيين يتخلّون عن شعار حقوق الإنسان، وشنّت حروباً ظالمة، وفتحت سجوناً من نمطٍ جديد يُعامل فيه الإنسان معاملة الحيوان بل بصورة أخسّ بدرجات.

تلك أحداث أدخلت العالم في فوضى أمنية، وحوّلت بلاد المسلمين إلى ساحة رعب، وساحة مستباحة.

وحادث لوكربي استنزف الخزينة الليبيبة، وعانت منه ليبيا من عقوبات صارمة، والمقراح لا يزال سجيناً.

أما البلغاريات فيؤخذن إلى بلغاريا سالمات مكرّمات يُستقبلن على أعلى المستويات هناك، والتعويضات ليس من جيب أي دولة أوروبية حسب تصريحات الأوروبيين.

أحداث نيويورك وهي مُدانة لكن من أتى بها كان يجد التبرير بشكل ما، وأنّها ردٌّ على العدوانية الأمريكية، ونحن لا نرضى بمثل هذا الردّ، لكن جريمة البلغاريات ما تبريرها وهي اغتيال حياة أطفال أبرياء، وجريمة نشر مرض من أخطر الأمراض ممن اؤتمن على حياة أولئك الأطفال، ويتقاضين أجراً على الأمانة التي قد ارتكبن خيانةً لها.

أين الضمير الغربي وحقوق الإنسان والعدالة من قضية البلغاريات؟! كيف يحمي الضمير الغربي الجريمة؟! ويحتضن المجرمات إلى هذا الحد؟! ويستقبل المجموعة المجرمة الخائنة استقبال الأبطال، ويطلق سراحهن حالاً على أنهن مظلومات؟!

وهنا سؤال عن منشأ قيمة الإنسان الغربي في الغرب وهو إنسانيته، ولأن الشرقي حيوان فلا كرامة له، أم أن التقدير ليس لإنسانية الإنسان غربيّاً أم شرقيّاً لأن الإنسانية لا قيمة لها وإنما أساس التقدير الغربي عصبيّة العرق والدم والمكان؟! وما خبر الطبيب الفلسطيني في حادثة التلوّث بفيروس الايدز، وكيف جاءه الشرف والتقدير والحماية، هل شفعت له عروبته، هل شفع له إسلامه إن كان مسلما؟ لا، رفقته وزمالته للبلغاريات، ونيله شرف الجنسية البلغارية، فإذا أردت أن تكون عزيزاً كريماً في بلدك العربي الإسلامي فابحث لك عن جنسية أوروبية لتكون الإنسان الكريم فيه.

انتخابات تركيا:

تركيا أشد البلاد الإسلامية علمانية بصناعة كمال أتتورك، والعودة إلى الإسلام ظاهرة طافحة في تركيا، وهي ظاهرة عامّة على مستوى شعوب الأمّة.

وحزب العدالة والتنمية إنما تمّ اختياره لمنجزاته الماديَّة على الأرض من ناحية، ولعدم دخوله في حالة الغلوّ العلماني، والتصاقه بشيء من الدعاوى الإسلامية في ظاهره وانتمائه إلى جذور إسلامية كما يقولون وأنه يرفض التطرّف العلمانيّ وإن لم يمثّل الإسلام.

وهناك حزب السلامة وهو أقرب منه للإسلام، لكن فرص النجاح في تقدير الشعب التركي وقبول الغرب والعلمانية له فرص غير متاحة، ولذلك فإن نجاح حزب السلامة في الانتخابات ما كان ليعطيه البقاء في الحكم، ولابد أن يحدث زلزال ينتهي به حكم حزب السلامة في تركيا، لذلك يأتي الاختيار على حزب العدالة والتنمية.

وانتكاسة النظام العلماني المتشدد في تركيا وفشله الذريع مع إمكاناته الإعلامية الواسعة، وتاريخه الطويل، وصوته المرتفع، ودعم الجيش له نتيجة مرّة، ولطمة قاسية تتلقّاها العلمانية في كل البلاد الإسلامية.

ومن حقّ هذه النتيجة أن تُعطي درساً واضحاً لتلك القوى، وهذه ليست المرة الأولى للتصويت للأقرب للإسلام، فعندما يتاح للشعوب الإسلامية أن تعبّر عن نفسها ولو بمقدار فإنّها لا تختار على الإسلام شيئاً. الجزائر، أفغانستان، العراق أمثلة في هذا السياق، ولتجرّب أنظمة الحكم في كل البلاد الإسلامية أن تعطي الخيار للشعوب فإنها ستجد حتماً أن الشعوب إسلامية، وخيارها إسلامي.

يريدونها كنائس:

تذوب في السياسة، وتحلّ ما تحل، وتحرّم ما تحرّم، يريدون المساجد كنائس، وأئمة الجماعة فيها قساوسة ينتهي بهم الأمر إلى أن يُحلّلوا الزواج المثلي. نعم قد حلّلت بعض الكنائس، وبعض القساوسة والرهبان مسألة الزواج المثلي، وهو ما اشتهته السياسة هناك، ولا ندري إلى أين تصل السياسة في هذا البلد أو ذاك البلد من مشتهياتٍ تخالف دين الله، وأنتم تعرفون أن من علماء البلاط في بعض البلاد الإسلامية من يفتي حسب هوى الحكومات والرؤساء والسلاطين وإن كان على خلاف المسلّمات الإسلامية، وكل ذلك نتيجة طبيعية لارتباط عالم الدين بالجهات الرسمية وخضوعها لها، ولسيطرة السياسة الدنيوية على المسجد.

جرّبت السياسة المال، واستخدمته لتطويع المسجد، وقد أقدمت على استعمال العصا في بعض البلدان الإسلامية وهي هنا تتحرك في هذا الاتجاه، ذلك لتفريغ المساجد من محتواها، ولتلحق بركب السياسة اللاهث وراء أمريكا التي يسمّونها بالقطب الوحيد وهي عند البعض بدل الرب الواحد الأحد تبارك وتعالى.

عصفوران ترميهما السياسة بحجر واحد عن طريق الاستحواذ على المسجد: نيل رضا أمريكا، وهو أمنية كبيرة لها، والتخلّص من صوت المسجد المعارض لظلم الأنظمة للشعوب، واستهتارها بحقوق الإنسان وبالثروة.

وقرار شنق المسجد لابد أن يواجَه بإرادة شعبية عامّة، والمسجد ليس للإرهاب، وليس للفرقة، وكذلك هو ليس لمباركة ظلم الأنظمة الرسمية، وتبرير سياساتها المتخلّفة الجائرة، وليس لتخدير الشعوب، ولا يجوز له أن يكون شيطاناً أخرس.

وإن العالم الإسلامي أمام خطرين ساحقين هما: إرهاب جارف يجعل لغة العنف والرعب اللغة الأولى والأخيرة في التعامل مع الآخر، وتيّارٌ رسميّ داخل الأمّة يقوم بعملية تحريف وإقصاء واسعين للإسلام لحساب أمريكا ومصالحه الدنيوية.

التجنيس الظالم:

التجنيس في البحرين تجنيس ظالم، فاحش، عدواني، تآمري، غير مقبول، ولا يصح السكوت عليه. إنه ضد الشعوب بسنّته وشيعته، بفقرائه وأغنيائه، بكل شرائحه ومكوّناته، وآثاره التدميرية واضحة على المستوى المادي والمعنوي، وهي تشمل توسّع البطالة، وتضيّق الخدمات الصحيّة وخدمات الكهرباء والماء، والتدهور الأمني، والتسيب الخلقي، والتفكك الاجتماعي، وغير ذلك من الظواهر السلبية المستجدّة.

التجنيس ورقة سياسية تضغط بها الحكومة على الشعب وتهدده، والشعب من منطلق حرصه على وجوده ومصلحته يجد نفسه مضطراً لمواجهته.

والتجنيس مرتبط بأكثر من فضيحة تآمرية تفوح رائحتها مع الأيام.

وإذا عجز النيابيُّ عن ترتيب حلّ مع الحكومة لمشكلة التجنيس بما يجنّب الوطن كلّه خطرها لسبب تصلّب الموقف الحكومي مثلاً فلابد أن يأتي دور الشارع بكل شرائحه ومكوّناته، وبكل ما يملك من وسائل الضغط السلمي قبل فوات الأوان، وتصاعد المشكلة إلى الحدّ الذي يهدد الجميع، ويقود الوطن كلّه إلى نتائج كارثيّة بالغة الخطورة، والأمر لا يحتمل الانتظار.

هندرسون لا أهلاً ولا سهلا:

الشعب يقول لك يا هندرسون ومعك كل الذين جاؤوا ليشاركوا في المؤامرة على هذا الشعب وسلبه، وتضييق الخناق عليه، وتمزيق لحمته، وزرع العداوة والحقد بين الإخوة في الدين والأرض من أبنائه: لا أهلاً ولا سهلاً، وأبئس بمقدمك المشؤوم البغيض أيها السفّاك الظّالم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبك المصطفى محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. اللهم لا تجعلنا للبلاء غرضا، ولا تجعل حياتنا نصبا، ولا منقلبنا سيئا، ولا أصحابنا الفجّار، ولا مأوانا النار، ربنا اجعلنا من أهل الحق والصدق والسعادة في الدارين فإنك الرب الكريم الغفور الرحمن الرحيم.

ارسال نظرات